كشف تربويون لـ«الإمارات اليوم»، وجود طلبة
في المرحلة الثانوية لا يجيدون القراءة والكتابة
باللغة العربية، وتحتوي أوراق امتحاناتهم على
عدد كبير من الأخطاء الإملائية، محذرين من
خطورة تلك الظاهرة.
وأكد وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة علي
ميحد السويدي أن لدى الوزارة برنامجا لمعالجة
الطلبة بطيئي التعلم، لتحسين مستواهم
الدراسي ورفع كفاءتهم الاستيعابية.
ورصدت الصحيفة عددا من الأخطاء الإملائية في
كراسات وأوراق امتحانات طلبة يدرسون بالمرحلة
الثانوية، وسط مؤشرات إلى زيادة أعدادهم عاماً بعد الآخر.
وقال السويدي إن هؤلاء الطلبة ضعيفي
المستوى يطلق عليهم «بطيئو التعلم»، ويتم
التعامل معهم كإحدى فئات ذوي الإعاقة،
ويتركزون في المرحلتين التعليميتين الأولى
والثانية، وأكد مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي في دبي
علي مال الله السويدي وجود طلبة في المرحلة
الثانوية لا يجيدون القراءة بشكل صحيح، ويخطئون
إملائياً، وقال إن ذلك يظهر جلياً من خلال إجاباتهم
في امتحانات التقويم المستمر، والامتحانات الفصلية.
وقال السويدي إن عدم تركيز إدارات مدرسية
ومعلمين على الأخطاء الإملائية في مراحل
دراسية مبكرة، أدى إلى التحاق طلاب بالمرحلة
الثانوية وهم يفتقدون تلك المهارات الأساسية.
ولفت إلى أنهم فوجئوا بالطلاب أثناء الإجابة عن
أسئلة الامتحانات بأنهم يركزون على كتابة
المعلومة بغض النظر عن صحة العبارة إملائياً،
الأمر الذي زاد من حدة المشكلة، خصوصاً مع
تجاهل المصححين لها. وعزا مدير مدرسة محمد
بن راشد النموذجية في دبي محمد حسن تلك
المشكلة إلى تغيير أساليب ونمط التعلم في
المراحل الدراسية الأولى عن الثانوية، مؤكداً أن
المشكلة ستستمرّ ما لم يوضع لها حلّ من قبل
الوزارة، مشيراً إلى أنها تتركز بشكل كبير في
المرحلتين الأولى والثانية من التعليم، محمّلا
الإدارات المدرسية والمعلمين في هاتين
المرحلتين مسؤولية تلك المشكلة.
وقال موجه أول مادة اللغة العربية في وزارة
التربية والتعليم الدكتور محمد عيادات إن مشكلة
ضعف القراءة والكتابة بين طلبة المرحلة الثانوية
لا تشكل ظاهرة عامة، عازياً وجود المشكلة إلى
مزاحمة لغات أخرى للغة العربية في مدارس
الدولة، كالإنجليزية، ولغة الحاسب الآلي وعدد من
اللغات الأجنبية الأخرى «الأمر الذي شتت انتباه
كثير من الطلبة»، وتابع أن «متطلبات سوق
العمل تلعب دوراً كبيراً في هذا الجانب».
وبدوره، لفت مدرس اللغة العربية في مدرسة
ثانوية في دبي أشرف محمد إلى انتشار
الظاهرة بصورة أصبحت تنذر بالخطر. وعزا ذلك
إلى إهمال اللغة في مراحل التعليم الأولى،
فضلاً عن اهتمام الطلاب بتعلم اللغة الإنجليزية
على حساب العربية، وتأثير الإنترنت والشارع في
قدرة الطالب الكتابية بشكل كبير، مطالباً بضرورة
وضع خطط علاجية لهؤلاء الطلبة في مراحل
مبكرة، قبل أن تتفاقم المشكلة ويصعب علاجها
في ما بعد.