نشأت الكويت في الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي في عام 1613م ، حينما توافدت مجموعات من الأسر والقبائل الي هذه المنطقة قادمة من الجزيرة العربية مدركة أهمية هذا الموقع ومميزاته وصلاحيته لإقامة كيان مستقرتتوافر له كل المقومات التي تضمن له البقاء والازدهار ، وسرعان ما أخذ هذا الكيان شكله السياسي الواضح المتميز
ثم بدت الحاجة ماسة إلى قيام قيادة دائمة مستقرة يرجع إليها أفراد المجتمع في شؤون حياتهم وتتوافر لها الشرعية القانونية لممارسة سلطاتها الشرعية ، وتمثيل هذا المجتمع لدي الجهات الخارجية والمجتمعات المحيطة به ، فعهدوا إلى رجل منهم من آل الصباح توسموا فيه الكفاية والقدرة والصلاح ، وبايعوه بالحكم
وفيما يلي تسلسل حكام الكويت من آل الصباح وفترة حكم كل منهم :
الشيخ صباح بن جابر صباح الأول
[المتوفي سنة 1190 هـ الموافق 1776م ]
اختلف المؤرخون على تاريخ بداية حكم الشيخ صباح بن جابر و لكنهم اتفقوا على اختيار أهل الكويت له ، حين شعروا بالحاجة إلى أن يؤمر عليهم أمير منهم ، يكون مرجعا لهم في حل المشكلات ، والفصل في القضايا والخلافات ، فوافقهم ، وكان يستشير كبار قومه في المهم من الأمور ، وله السمع والطاعة فيما يقضي به من حق ، أو ما يأمر به من أحكام الشريعة الإسلامية
وما يعرف عنه أنه كان أمثل القوم عقلا ، وأحمدهم سيرة ، ويؤيد ذلك اختيار سكان الكويت له ، وإجماعهم على تقديمه عليهم أميرا دون سواه
الشيخ عبد الله بن صباح
[ 1190 – 1230 هـ ] [ 1776 - 1814م ]
تولى الحكم بعد والده ، مع أنه كان أصغر اخوته سنا ، لما اشتهر به من عقل وذكاء وشجاعة وكرم
إمتدت تجارة الكويت في عهده إلى الهند والملييار واليمن والعراق ، وانتعشت كثيرا نتيجة للكوارث التي حلت بالبصرة والزبير خلال فترة حصارهما واحتلال فارس لهما 1775 - 1779م
وقامت في عهده علاقات مباشرة بين الكويت وممثلي شركة الهند الشرقية الإنجليزية في الخليج ، فأصبحت الكويت محطة رئيسية للقوافل الناقلة للبضائع من البصرة إلى حلب بفضل السياسة الحكيمة القائمة على الالتزام بالحياد والعلاقات الطيبة مع الأطراف الأخرى
ومن أهم الأحداث في عهده :
الشيخ جابر بن عبدالله
[ 1230 – 1276هـ ] [ 1814 - 1859 م]
تولى الإمارة بعد أبيه عبد الله بن صباح ، وكان عاقلا حليما ، حازما كريما ، يضرب بكرمه المثل حتى أن الكويتيين أطلقوا عليه " جابر العيش " والعيش تعني الارز لكثرة ما كان يتصدق به على الفقراء والمساكين ، مع قلة موارده المالية
ومن الأحداث المهمة في عهده :
الشيخ عبد الله بن صباح
[ 1283 – 1310 هـ ] [ 1866 - 1892م ]
كان هادئ الطبع محبوبا من أهل الكويت لقناعته وتواضعه في معيشته ، شهما كريما يسارع إلى نجدة من يلجأ إليه ، ويستنجد به ، حتى أنه أرسل عشرين سفينة ملأى بالرجال لنجدة شيخ المحمرة جابر بن مرادو حين استنجد به اثر نزاع أدي إلى قتال مع قبيلة "النصار" الواقعة تحت إمرته
كما أرسل مرة أخرى جيشا لإرغامهم على تنفيذ وعدهم حين نكثوا عنه ، وكان قد ضمنهم في ذلك لدي شيخ كعب وأمير المحمرة
وتظهر السجلات البريطانية الرسمية أن الكويت كانت تحتفظ بأسطول تجاري وحربي في هذه الحقبة كما كان عليه حالها منذ مائة عام سابقة ، وتدل ضخامة عدد السفن الكويتية التي شاركت بها الكويت في حملة العثمانيين إلى الاحساء عام 1871م ، والبالغ عددها ما بين 300-400 سفينة على مدي ازدهار التجارة الكويتية ، فمثل هذا العدد لا يمكن أن يتوافر لبلد لا تنتفع به
وكانت له جهود مشهودة في التوفيق والصلح بين المتخاصمين ، كما فعل مع حاكم البحرين الشيخ محمد ، وأخيه الشيخ علي الخليفة
الشيخ محمد بن صباح
[ 1310 – 1314 هـ ] [ 1892 - 1896 م ]
كان حكم الشيخ محمد استمرارا لسياسة أخيه الشيخ عبد الله الذي تولى الإمارة قبله ، وقد نعمت الكويت خلال الثلاثين عاما التي وليا فيها أمور الحكم بالاستقرار الداخلي ، وحسنت العلاقات التي تربطها بجيرانها العرب ، كما أنها بقيت بعيدة عن التحالف البريطاني الذي وقعته إمارات أخرى في منطقة الخليج والجزيرة العربية
هو الذي أرسي قواعد دولة الكويت الحديثة ، فقد استطاع أن يبحر بمهارة وحنكة وسط طوفان المطامع الدولية ، وقد تميز تحركه بالدبلوماسية البارعة ، والنضج السياسي ، والتجربة الغنية بالخبرة في التعامل مع الأحداث واستثمارها لصالح الكويت وقد كان لاضطلاعه بمسئوليات إخضاع البادية ، وحروبه مع قبائلها ، وقدرته على استمالتهم ، والتعامل الذكي معهم - أثره الواضح في ذلك كله
وقد استطاع أن يحقق توازنا كبيرا في علاقات الكويت الدولية ، ضمن للكويت شخصيتها المتميزة ، وقرارها المستقل فعزز مكانتها ، وحولها من إمارة مستهدفة إلى كيان سياسي فاعل مؤثر استقرت حدوده وأصبح له نشاطه في المجتمع الدولي
ومن أهم الأحداث في عهده :
لقد منح مبارك الكبير الكويت قلبه وعقله وكيانه ، وأرسي لها حكما مستقرا ومكانة دولية انطلقت منها نهضتها الحديثة
كان حليما متسامحا ، سليم الصدر لا يعرف الحقد إلى قلبه سبيلا ، غرس محبته في قلوب قومه بدماثة خلقه ، ولطف بشاشته ، وان كان القدر لم يمهله طويلا ، حيث لم تمتد فترة حكمه ولكنه ما كاد يمسك بزمام الحكم حتى سعي إلى معاونة المحتاجين
ازدهرت الكويت في عهده بسبب ازدياد التجارة مع الشام حاملة لتلك المناطق مختلف البضائع التي كانوا في أمس الحاجة إليها، وقد كان لذلك أثر سلبي لدي الإنجليز، ولكن نظرا لاحترامهم للشيخ جابر فقد آثروا عدم اتخاذ إجراء ضده، رغم أن هذا يعد كسرا للحصار المضروب من أوروبا على الشام باعتبارها جزءاً من الدولة العثمانية